هشام الدكيك.. من "الحكرة" في قاعة الانتظار إلى لحظات المجد والإبهار

 هشام الدكيك.. من "الحكرة" في قاعة الانتظار إلى لحظات المجد والإبهار
آخر ساعة
الثلاثاء 23 أبريل 2024 - 16:58

يستحق هشام الدكيك، مدرب المنتخب الوطني لكرة القدم داخل الصالات، أن يكون أسعد شخص في المغرب في الوقت الحالي، بعد أن حقق إنجازات متتالية في سنين قليلة، توجها أول أمس الأحد، بالحصول للمرة الثالثة على كأس إفريقيا وبسيطرة كاملة طيلة البطولة.

لكن أيام الدكيك لم تكن دائما هكذا، فقد عانى الرجل كثيراً كي يستطيع أن يصل إلى هذه التتويجات، بل ولكي يصل إلى دعم من الجامعة الملكية لكرة القدم لمشروعه الذي قفز الآن بالمغرب إلى العالمية حقا.

قصته سمعها الجميع، وصارت مثالا حقيقيا للمثابرة، رغم الإحباط والرفض، والساعات التي قضاها الرجل في قاعة الانتظار بالجامعة وهو يسمع عبارة "باقي دك خينا هنا" آلمتنا جميعا، بل واستشعرناها لأن وقعها كان مؤلما، ولأن دموع الرجل سالت وهو يحكي عن لحظات المخاض تلك.

يكفي أنه قبض أول راتب له فقط عندما أمسك فوزي لقجع رئاسة الجامعة، ويكفي أنه وصف ما عانى منه بـ"الحكرة"، خصوصا أن الرجل كان يريد أن يرفع راية الوطن، ويرى في نفسه القدرة على ذلك، وما أصعب عندما تمتزج القدرة مع العجز وغياب الدعم.

من الأحداث الفارقة في حياة الرجل عندما تعرض لحادثة سير، وصرحت له خمس مصحات مر عليها أنه لن يستطيع السير مجددا !

يبدو الدكيك رجلا صارما جدا، بذكاء تقني عالٍ، وقدرة على الابتكار والإبداع في لعبة كانت تسيطر عليها سابقا دول محدودة، وفي رقعة لا تتعدى عشرات الأمتار.

يستطيع الدكيك التجديد في وقت سريع، ويكفي ما حدث أمام أنغولا، عندما وجد أن الخناق اشتد فعلا وأن الفريق الأنغولي قرأ طريقة لعبه بشكل جيد، لينتقل إلى خطةٍ قال في السابق أنه لا يحبذ العمل بها، وهي "الحارس الطائر".

ولد هشام الدكيك في مدينة القنيطرة بتاريخ 6 ماي من سنة 1972، ومارس اللعبة مع نادي أجاكس قنيطرة منذ سنة 1990، كلاعب، حيث شارك معه في بطولة العالم سنة 1994 بالأرجنتين، إضافة إلى بطولة أمم أوروبا لكرة الصالات.

منذ 2010  شغل الدكيك منصب المدير الفني لمنتخب كرة الفوتصال، وتمكن من تحقيق التأهل معه لأول مرة إلى كأس العالم سنة 2012.

تم تعيين الإطار المغربي من طرف الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" لتنظيم دورات تدريبية للمدربين في مختلف الدول، كما تم ترشيحه لجائزة أفضل مدرب في العالم سنة 2022.

ومنذ 2016، التي تعد الانظلاقة الحقيقية للدكيك، تمكن الرجل من تحقيق 7 ألقاب وهي كأس إفريقيا (3 مرات)، وكأس العرب (3 مرات)، وكأس القارات مرة واحدة.

كما تمكن الدكيك من تأهيل المنتخب المغربي إلى ربع نهاية كأس العالم سنة 2022 بليتوانيا، ولولا أن الحظ أوقعه مع البرازيل لكان قد كتب قصة أخرى مختلفة.